قلل وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان يوم الخميس من شأن الرفض
الفلسطيني لخطة اسرائيل وقف بعض أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية
لمدة عشرة أشهر قائلا ان الفوز بالتأييد الدولي أكثر أهمية.
وقال
ليبرمان في حديث لراديو اسرائيل "آخر شيء ينبغي أن يثير اهتمامنا هو مخاوف
الفلسطينيين. قبل الموضوع الفلسطيني ما يجب أن يهمنا هو أصدقاؤنا في
العالم... تحدثنا معهم ومعظمهم قال ( ساعدونا لنساعدكم)."
ولاقى
اعلان اسرائيل يوم الاربعاء عن خطة التجميد الجزئي ترحيبا من الولايات
المتحدة التي كانت تضغط على اسرائيل من أجل الحد من الانشطة الاستيطانية
في الضفة الغربية لإقناع الفلسطينيين باستئناف مفاوضات السلام.
لكن
قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي صدق عليه ليبرمان زعيم
حزب اسرائيل بيتنا وهو حزب من أقصى اليمين وباقي أعضاء مجلس الوزراء
الاسرائيلي المصغر المعني بالأمن لا يفي بمطالب الرئيس الفلسطيني محمود
عباس.
وجعل عباس التجميد الكامل لبناء المستوطنات شرطا لإحياء
مفاوضات السلام المعلقة منذ ديسمبر كانون الاول. ورفض نتنياهو وقف
الاستيطان بشكل كامل وقالت واشنطن ان المفاوضات يجب أن تستأنف دون شروط
مسبقة.
وتنص الخطة الاسرائيلية على عدم اصدار تصاريح مباني سكنية
جديدة ولا البدء في بناء منازل جديدة لمدة عشرة اشهر في الضفة الغربية
باستثناء مناطق حول القدس ضمتها اسرائيل.
ولكن سيتم خلال تلك الفترة بناء نحو ثلاثة آلاف منزل قيد الانشاء أو صدرت لها تصاريح بناء بالفعل.
وتابع ليبرمان "الكرة الآن في ملعب الفلسطينيين."
لكن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قال في بيان انه بدون تجميد الاستيطان لن تكون هناك مفاوضات ولا عملية سلام ذات مصداقية.
ووصف وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر في بيان الخطة الاسرائيلية بأنها خطوة "في الاتجاه الصحيح" و"مساهمة ايجابية في السلام".
بينما
قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند في بيان أيضا ان بلاده تريد
أن يصبح القرار الاسرائيلي "خطوة تجاه استئناف مفاوضات ذات معنى". ودعا
اسرائيل الى تنفيذ تجميد كامل للبناء في المستوطنات التي اعتبرها "غير
شرعية".
وكان الفلسطينيون يريدون أن يشمل التجميد القدس والمناطق
المحيطة بها وأبدوا مخاوفهم من أن تمنعهم المستوطنات الاسرائيلية المبنية
على أراض احتلت في حرب عام 1967 من اقامة دولة تمتلك مقومات البقاء.
وأبلغ عريقات اذاعة الجيش الاسرائيلي أن الهدف من الخطوة الاسرائيلية هو تخفيف الضغط الامريكي.
وقال ان نتنياهو يحتاج في نهاية الامر الى صنع السلام مع الفلسطينيين لا مع الولايات المتحدة.
وعبر
وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك عن أمله في أن يرى قادة المستوطنين
التجميد الجزئي في سياق الحفاظ على علاقات اسرائيل الجيدة مع الولايات
المتحدة منوها بضرورة احتفاظ اسرائيل بتفوقها العسكري في المنطقة. ويحتل
البرنامج النووي الايراني قمة جدول أعمال حكومة نتنياهو.
وكتب
المعلق السياسي بن كاسبيت في صحيفة معاريف "يعتقد نتنياهو الآن أنه سيحصل
على فترة من الراحة. أنه قام بما عليه" مشيرا الى الضغط الامريكي على
اسرائيل بسبب المستوطنات.
وقال معلقون اسرائيليون اخرون ان الرئيس
الامريكي باراك أوباما رغم علمه بأن الخطوة الاسرائيلية لا تفي بمطالب
الفلسطينيين يريد اظهار حدوث بعض التقدم في جهوده لاحلال السلام قبل أن
يتسلم جائزة نوبل للسلام في العاصمة النرويجية أوسلو في العاشر من ديسمبر.
ويعيش
نحو 500 ألف اسرائيلي في الضفة الغربية والمناطق التي ضمتها اسرائيل حول
القدس الى جانب 2.7 مليون فلسطيني. وتعتبر اسرائيل مدينة القدس بشطريها
عاصمة لها وهو زعم لا يحظى باعتراف دولي.
من جوزيف نصر
لا يوجد حالياً أي تعليق