الأرقام من الأشياء التي تثير اهتمامي جداً.. ولا تمر أمام عيني مرور الكرام.
لذلك شدني رقمان ووجدت أن العلاقة بينهما وراءها أمر غير طبيعي.
الرقم
الأول هو أن عدد المعتمرين العائدين من السعودية منذ بدء عودة الرحلات يوم
18 سبتمبر الحالي بلغ 24 ألف معتمر تقريباً. والرقم الثاني هو أن عدد
المشتبه في إصابتهم بأنفلونزا الخنازير بينهم هو 10 حالات فقط.. رغم أن
السعودية من أكثر الدول التي بها إصابات.
* * *
ولأن
الربط بين الرقمين غير عادي بالمرة.. فقد أثار بداخلي رعباً فبدأت أبحث عن
السر في انخفاض أعداد المصابين أو المشتبه في إصابتهم من المعتمرين علي
غير المتوقع.
وبالفعل.. توصلت إلي هذا السر.. من أفواه بعض المعتمرين العائدين.
قالوا
إنهم أثناء رحلة العودة وهم في الجو وقبل الوصول بفترة كافية يتناولون
"مخفضات حرارة".. وبالتالي يمرون مرور الكرام أمام الكاميرات المعلقة في
أسقف المطار والمضبوطة علي درجة حرارة محددة.
بعض
المعتمرين كانوا أكثر صراحة وقالوا إن هذه كانت أوامر أو نصائح من شركات
السياحة التي سافروا من خلالها!! وأن هذه الشركات توصلت إلي ذلك حتي لا
يكثر عدد المصابين فتؤاخذ الشركات علي إهمالها مع المعتمرين من ناحية وحتي
لا يتم إلغاء موسم الحج من ناحية أخري.
* * *
إجراء في منتهي الخطورة ينم عن جهل. وجشع أعمي الأبصار والبصائر في آن واحد.
ألا
يعلم أصحاب هذه الشركات ومن انصاع لنصائحهم المدمرة أن عودة إنسان مريض
بالأنفلونزا واندماجه مع أسرته وعشيرته وأحبابه وأصدقائه مع ما في هذا
الاندماج من عادات سيئة مثل الأحضان والقبلات كفيل بنقل المرض إلي كل
المخالطين له؟
ماذا يريدون بالضبط؟.. هل يريدون نشر الوباء علي نطاق واسع؟
ألم
يعلموا أن المصل الواقي مازال في علم الغيب؟.. وأن إمكاناتنا الطبية دون
المستوي؟.. وحتي لو كانت جيدة لمواجهة أي طارئ عادي فإنها حتماً ستفشل
أمام هجمة أنفلونزا الخنازير.
ألم
يقرأوا أو حتي سمعوا عن تحذير الأمم المتحدة من أن وباء الأنفلونزا قد
يتسبب في قتل الملايين وإصابة العالم بالفوضي إذا ما فشلت الدول المتقدمة
في توفير 900 مليون جنيه استرليني لإنتاج هذا المصل؟
هل في سبيل أن تكسب الشركات تقضي علي الملايين؟.. وأين عقول المعتمرين لكي ينفذوا إجراءً خاطئاً ومدمراً؟
أليس
هذا خداعاً وغشاً من الشركات والمعتمرين؟.. ويخدعون ويغشون من.. نحن أم
أنفسهم؟.. وعلي حساب مَن؟.. ألم يعلموا أن "مَن غَـشَّنا ليس مِنَّا"؟
* * *
الأمر هنا تعدي اختصاص المطار ووزارة الصحة. بل وكافة الوزارات المعنية.. إذ ماذا تفعل الحكومة بأكملها مع معدومي الضمائر؟
للأسف إنها الحقيقة بكل ما فيها من مرارة.
نحن في حالة حرب مع المرض.. وفي الحرب فإن أي فرد يسير عكس الاتجاه يعتبر خائناً.. لأنه لا يضر نفسه.. بل يضر الشعب.. كل الشعب.
بقلم / خالد امام
رئيس تحرير جريدة المساء
لذلك شدني رقمان ووجدت أن العلاقة بينهما وراءها أمر غير طبيعي.
الرقم
الأول هو أن عدد المعتمرين العائدين من السعودية منذ بدء عودة الرحلات يوم
18 سبتمبر الحالي بلغ 24 ألف معتمر تقريباً. والرقم الثاني هو أن عدد
المشتبه في إصابتهم بأنفلونزا الخنازير بينهم هو 10 حالات فقط.. رغم أن
السعودية من أكثر الدول التي بها إصابات.
* * *
ولأن
الربط بين الرقمين غير عادي بالمرة.. فقد أثار بداخلي رعباً فبدأت أبحث عن
السر في انخفاض أعداد المصابين أو المشتبه في إصابتهم من المعتمرين علي
غير المتوقع.
وبالفعل.. توصلت إلي هذا السر.. من أفواه بعض المعتمرين العائدين.
قالوا
إنهم أثناء رحلة العودة وهم في الجو وقبل الوصول بفترة كافية يتناولون
"مخفضات حرارة".. وبالتالي يمرون مرور الكرام أمام الكاميرات المعلقة في
أسقف المطار والمضبوطة علي درجة حرارة محددة.
بعض
المعتمرين كانوا أكثر صراحة وقالوا إن هذه كانت أوامر أو نصائح من شركات
السياحة التي سافروا من خلالها!! وأن هذه الشركات توصلت إلي ذلك حتي لا
يكثر عدد المصابين فتؤاخذ الشركات علي إهمالها مع المعتمرين من ناحية وحتي
لا يتم إلغاء موسم الحج من ناحية أخري.
* * *
إجراء في منتهي الخطورة ينم عن جهل. وجشع أعمي الأبصار والبصائر في آن واحد.
ألا
يعلم أصحاب هذه الشركات ومن انصاع لنصائحهم المدمرة أن عودة إنسان مريض
بالأنفلونزا واندماجه مع أسرته وعشيرته وأحبابه وأصدقائه مع ما في هذا
الاندماج من عادات سيئة مثل الأحضان والقبلات كفيل بنقل المرض إلي كل
المخالطين له؟
ماذا يريدون بالضبط؟.. هل يريدون نشر الوباء علي نطاق واسع؟
ألم
يعلموا أن المصل الواقي مازال في علم الغيب؟.. وأن إمكاناتنا الطبية دون
المستوي؟.. وحتي لو كانت جيدة لمواجهة أي طارئ عادي فإنها حتماً ستفشل
أمام هجمة أنفلونزا الخنازير.
ألم
يقرأوا أو حتي سمعوا عن تحذير الأمم المتحدة من أن وباء الأنفلونزا قد
يتسبب في قتل الملايين وإصابة العالم بالفوضي إذا ما فشلت الدول المتقدمة
في توفير 900 مليون جنيه استرليني لإنتاج هذا المصل؟
هل في سبيل أن تكسب الشركات تقضي علي الملايين؟.. وأين عقول المعتمرين لكي ينفذوا إجراءً خاطئاً ومدمراً؟
أليس
هذا خداعاً وغشاً من الشركات والمعتمرين؟.. ويخدعون ويغشون من.. نحن أم
أنفسهم؟.. وعلي حساب مَن؟.. ألم يعلموا أن "مَن غَـشَّنا ليس مِنَّا"؟
* * *
الأمر هنا تعدي اختصاص المطار ووزارة الصحة. بل وكافة الوزارات المعنية.. إذ ماذا تفعل الحكومة بأكملها مع معدومي الضمائر؟
للأسف إنها الحقيقة بكل ما فيها من مرارة.
نحن في حالة حرب مع المرض.. وفي الحرب فإن أي فرد يسير عكس الاتجاه يعتبر خائناً.. لأنه لا يضر نفسه.. بل يضر الشعب.. كل الشعب.
بقلم / خالد امام
رئيس تحرير جريدة المساء